قمر…. قصة بقلم فتحي كساب

قمر
الحلقة الأولى
===========
كانت تجلس إلى جوارى فى مقعد بجوار النافذة فى الطائرة وجاءت المضيفة وقالت التعليمات الخاصة بالرحلة ففتحت حقيبتها  وأخرجت منها  كتابا وبدأت فى مطالعته وبعد ربع ساعة من القراءة وجدتها تضع الكتاب وتمسك بمنديل ورقى لتمسح دموعها  فهممت أن أسألها عن سبب البكاء ولكنى تراجعت  وحانت منى التفاتة إلى الكتاب  فوجدت العنوان الذى يحمله (عندما تذبل أجمل زهرات العمر )  فشدنى العنوان فاستأذتها أن أتصفح الكتاب  فأذنت لى وتصفحته وجدت المؤلف يتناول شريحة من المجتمع شريحة  راقية تضحى بنفسها من أجل غيرها تتخلص من الأنانية   تضحى بسعادتها من أجل إسعاد الآخرين  واستعرض إحدى النماذج فتاة توفى والدها ولها   أربعة من الأخوات الإناث التحقت بالعمل وأشرفت على تعليمهم  حتى تخرجن واشرفت على تزويجهن ولما نظرت فى شهادة الميلاد وجدت نفسها قد فاتها الكثير
هنا أدركت أن الآنسة التى تجلس إلى جوارى من هذه الشريحة
لكن كيف لى أجفف دموعها ودموع أمثالها ..بالطبع أمر فى غاية الصعوبة
قالت لى شفت ياأستاذ  المجتمع ازاى بيظلم هذه المكافحة ويهضم حقها قلت معك حق
كثير من الأسئلة دارت فى ذهنى الوقت يمر سريعا إننا فى طائرة ولسنا فى قطار  شدنى فكرها ورقيها ودموعها  نظرت. إليها بطرف عينى وجدتها تتفحصنى بعينيها جيدا فنظرت إليها وقلت لها تعرفى ياأستاذة أحيانا أكون بالطائرة واتمنى أن أكون بقطار واحيانا العكس فابتسمت وقالت والان قلت : كم كنت أتمنى أن تكون رحلتنا بقطار فابتسمت أكثر وقالت فعلا أستاذ خاصة  عندما يكون رفيق الرحلة شخص راقى مهذب مثلك أحسست أن الرحلة أوشكت على الانتهاء فتمالكت كل قوتى وقلت لها أستاذة ممكن نتعرف بعد إذنك
قالت إسمى قمر قلت عاشت الأسامى إسم على مسمى فابتسمت إبتسامة عريضة كأنها لأول مرة تبتسم بصدق وأعطتنى رقم تلفونها وأعطيتها رقم تليفونى  وقلت لها أسامة إسمى أسامة قالت عاشت الأسامى
وصلنا بسلامة الله أرض المطار  وشدت على يدى وهى تنظر إلي وكأنها تقول لابد أن نلتقى لابد أن نلتقى ثم قالت عبارة تعرف أستاذ أسامة لأول مرة تجف دموعى ولأول مرة أبتسم ولأول مرة اتمنى أن اضحك من قلبى أنت إنسان بكل مانحمل الكلمة من معنى
فقلت لها قبل أن أودعها  كم اتمنى أن أكتب كل  قصائدى على ضوء القمر فضحكت بعمق حتى أحسست أنها فهمت قصدى كل منا استقل سيارة لمنزله  وبعد ساعة واحدة  آتصلت بي قمر قائلة  الف الحمد لله على سلامتك نورت بيتك ومطرحك
أعجبت جدا من جرأتها  وتصرفها فقد أحست بالصدق فى حديثى معها فى الطائرة ووجدت نفسى أجيبها الله يسلمك ياقمر  مر يومان واتصلت بها أنا وقلت لها ممكن أشوفك الخميس
قالت
نلتقى فى الحلقة القادمة
.............   ........
فتحى كساب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا