المازق…. قصة بقلم محمد فؤاد ابو بطة

من قصة ( المؤامرة ) من المجموعة القصصية المأزق
5
عاد الحارس مرة أخري لينادي عليه لزيارة أخري فخرج هذه المرة مرفوع الرأس فقد كانت كلمات زملاء الزنزانة ماء الحياة الذي أعاد له إرادته وصلابته بعد أن آمنوا ببراءته! فدخل علي المأمور بوجه غير الوجه الذي خرج به قبل ساعة تقريبا! فوجئ بالزائر أنه المدير العام جاء ليشد أزره ويؤكد له وقوفه جانبه حتي تثبت براءته التامة أمام الدنيا كلها !.
في اليوم الرابع من حبسه ظهرت مفاجأة من العيار الثقيل! فقد أظهر تقرير الطب الشرعي وجود آثار جلد بشري في أظافر إحدي الفتاتين وبعد فحص المتهم فحصا دقيقا وتحليل عينة من جلده تبين أن آثار الجلد خاصة بشخص آخر! كان ذلك بمثابة بصيص ضئيل من الأمل ولكنه لا ينفي اشتراكه في الجريمة !فعادت النيابة مرة أخري إلي مسرح الجريمة لإعادة مسح المكان مسحا دقيقا فظهر دليلا قويا هذه المرة في طريق الكشف عن الحقيقة !فقد عثروا علي قطعة صغيرة من الصلب عليها آثار دماء بشرية وجاء تقرير الطب الشرعي ليؤكد إنها ليست خاصة بالمتهم الحالي وعندما عرضوا عليه قطعة الصلب قال علي الفور إنها مثل ساعته تماما ! بدأت الخيوط تتكشف ولكن ببطء شديد في الوقت التي كانت فيه المجموعة الإجرامية تتحاشى الحديث مع الناس عن أي شيء سوي حقيقة المغرور الدنيئة ! فتحولت الأغلبية إلي أعداء لهذا المغرور !أما المدير العام فقد أيقن أنه ليس الفاعل وتمني لو يجد دليلا واحدا وأخذ يفكر جديا في هذا الأمر .
دخل عليه كبيرهم مبتسما فطلب منه الجلوس وأمر الساعي أن يحضر له مشروبا وبدأ يتحدث معه عن العمل وعمن سيحل محل المتهم ؟ فرشح له أحد أفراد مجموعته ليحل محل المتهم ! ففاجأه المدير العام متسائلا :
ـ هل يمكن لأي شخص تمييز ساعتك عن ساعة المتهم ؟!
نفي ذلك و خلع ساعته بدون وعي وأعطاها للمدير العام الذي لمح آثار جرح حديث تخفيه الساعة فلم يبد أي شيء واستمر يتأمل الساعة ويتفحصها فتنبه الآخر للجرح فقال في تهكم أن الهانم ـ يقصد زوجته! ـ شوهت رقبته وصدره بأظافرها حتي ذراعه لم يسلم منها!.
ضحك المدير العام قائلا :
ـ دلع ستات !.
ودعي الله أن يرزقهما الولد ليشغلها عنه بعض الشيء فرد عليه قائلا:
ـ أو البنت المهم أن يرزقنا الله الإنجاب !.
أنهي حديثه مع المدير العام ثم استأذنه فأذن له وما أن خرج حتي رفع المدير العام سماعة التليفون وطلب زوجة كبيرهم فسألها عنه فأخبرته أنه في العمل، فأخبرها بما قاله زوجها لتخبره هي بالحقيقة ! فأقسمت بالله أنه الذي افتعل الشجار ولطمها ليستفزها ولكنها لم تلمسه بأظافرها أو بأي شيء! فسألها ألم يلفت انتباهها أي شيء تلك الليلة ؟! فأخبرته أنه عاد مرتديا ملابسا جديدة ! دخل الساعي وهو يتحدث ليأخذ الأكواب الفارغة فلم يلحظ المدير العام دخوله أو خروجه ! وسألها إن كان عندها استعداد للشهادة أمام النيابة بتلك المعلومات فرفضت الفكرة فحاول معها فأصرت علي الرفض التام ! جلس حائرا أمام رفضها وتساءل هل يترك بريئا حبيسا والجاني الحقيقي مطلق الحرية ؟! ماذا لو ذهب للنيابة واستشهد بها فأنكرت كل ما قالته؟! إنه يريد أن يساعد بريئا يعلم براءته لأنه لم يغادر الحفل منذ مجيئه وحتي انتهائه! انتابه الإحساس بالعجز فترقرقت عيناه بالدموع فانتفض وقرر الذهاب للنيابة!
الكتاب : المأزق – مجموعة قصصية
الكاتب : محمد فؤاد أبو بطه
الطبعة : الأولي
رقم الإيداع : 7678/2009
الترقيم الدولي : 977-17-6855-7

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا