غلاء المهور بقلم د.عز الدين أبو صفية

دبابببببببببببببببببببيس ...

غلاء المهور :::

غلاء المهور موضوع مهم جداً وأُشبع كتابة ونقداً وتحليلاً ، ولكن للأسف ظل السلوك الإنساني غارقاً في بحر سلبيات سلوك غلاء المهور الذي لا يمكن لأحد أن يفصله عن الفقر ورغبة الشباب القوية في الزواج قاصدين الستر من الله والعفاف ، ورغم هذا لم نجد إلا القليلين من يزوجون بناتهم وفق الدين والسنة النبوية متناسين تلك الأحاديث التي توجه الناس للمهور القليلة ( أقلهن مهراً أكثرهن بركة )  وإذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه  ، إلا أنا لاشيئ من هذا القول ينفذ أو يؤخذ به ، الأمر الذي جعل المهور في تصاعد شبه خيالي وكأن البنت هي سلعة تجارية نريد من ورائها تحقيق مكسب مادي على حساب سعادة الابناء ولكن في النهاية لا سعادة ولا اسقرار ولكن هناك طلاق وفراق ويأتِ أطفال فاقدي الام والأب لأن لكلٍ منهم شأنه الخاص به .
المصيبة الكبرى لا تكمن في غلاء المهور فقط بل بتبعيات التباهي بمراسم الزواج والملابس وصالات الأفراح وعدد السيارات المواكبة ( للكمڤوي ) المرافق لسيارة العريس والحفلات الغنائية  الغنائية وسهرات الرجال والنساء ما قبل العُرس وهذه كلها تحتاج لمبالغ طائلة جداً .
وكل هذه السلوكيات تسري في جسد البنيان الإجتماعي كالنار في الهشيم .
وبنظرة سريعة عن ذوي الأحوال المادية الضعيفة قد يقومون بالأستدانة من الاصدقاء لأتمام مراسم زواجهم ومهور زوجاتهم وما إن يتم الزواج يبدء العريس بالحاجة لتسديد تلك الديون والمصيبة إذا لم يكن لديه عمل فيبدا بمحاولة أقناع زوجته لبيع مصاغها لتسديد ديونه وهنا يبدأ تدخل أهل الزوجة مطالبين بمصاغ إبنتهم وإعادة بعض عفش البيت الذي تصرف الزوج  في بيعه ، وهنا تتفاقم المشاكل وتنتهي بالطلاق أو السجن للعريس .
إذن وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها كل الناس وأنتشار العنوسة المرعبة في صفوف الصبايا وكذلك إنتشار عنوسة الشباب المحزنة والتي تدفع بالكثير منهم إلى الأنتحار  ، ألم يأن الوقت  للأهتمام بهذا الموضوع المقلق وأنت يتحمل مل مسؤول مسؤولياته بدأً من رجالات الدين وخطباء المساجد ومسؤولي جمعيات تيسير الزواج وان يتقوا الله في نواياهم وغاياتهم الربحية من وراء التيسير ، وأخيراً أين دور الطبقة الغنية من هذا الموضوع وما يضرهم إن سخروا جزأً من زكات أموالهم  القابعة في احضانهم مخالفين بذلك تعاليم الرحمن .
سؤال أخير أين تذهب الأموال التي تأتي من الخارج تحت بند مساعدة الشباب للزواج وينحصر ذلك في المحسوبيات والمعارف أو حتى في المتزوجين أصلاً ويهدفون للزواج من الثانية والثالثة وحسب أعتقادهم ( زواج ببلاش ، واللي ببلاش كَثِر منه ) .
أكتفي بهذا القدر ولكم الرأيّ أصدقائي واحبتي ...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا