العذاب فوق شفاه تبتسم… قصة بقلم فتحي كساب

العذاب فوق شفاه تبتسم
........الحلقة الأولى........
================
كان  فوزى  يعمل مهندسا فى إحدى المصالح الحكومية وكان محبوبا من كل زملائه فى العمل ومن رؤسائه وكان له صديق يعمل محاسبا فى نفس المصلحة ..الكل يشهد ويثنى على اخلاصهما وصداقتهما الحقة يتعاملان بصدق تام  كان اذا مرض أحدهما تألم الآخر.....
وكان الأستاذ كمال المحاسب يستشير المهندس فوزى فى كل أموره لأنه أكبر منه سنا وأكثر منه تجربة فى الحياة بالرغم ان المهندس فوزى لم يتزوج والأستاذ كمال متزوج ومعه ولد وبنت وفى أحد الأيام قال الأستاذ كمال لصديقه المهندس فوزى أنا احس بتعب شديد وآلام حادة  فما كان من المهندس فوزى إلا أن أدخله المستشفى  وظل مرافقا له وأجريت له أكثر من عملية جراحية حتى تماثل للشفاء واستقرت حالته وكتبت إدارة المستشفى له خروج تحسن ..لكن المهندس فوزى لم يقتنع بتقرير المستشفى فقام بعرض صديقه على كبار الأطباء الذين أقروا أن الحالة تفاقمت وتأخرت وتم صرف العلاج اللازم له فكان المهندس فوزى كل يوم قبل أن يذهب إلى عمله يذهب إلى صديقه ليطمئن عليه وفى المساء يعوده أيضا فالصداقة التى تربطهما تحتم عليه ذلك وفى أحد الأيام قال الأستاذ كمال لزوجته السيدة سهير اتصلى بالمهندس فوزى بسرعة وكانت الساعة تخطت منتصف الليل فجاء المهندس فوزى ووجد حوله بعض الجيران يقولون له حتخف ان شاء الله قول يارب  يا استاذ كمال
فقالها لكن بنبرة وأسلوب تتقطع له الامعاء
قال يارب أنا مش عاوز أموت أنا عاوز أشوف إبنى طبيب وبنتى صيدلانية فقال أحد الجيران يا راجل وحد الله  فيه إيه كل الناس بتمرض وتخف 
فقال يارب مين رح يدخل ابنى كلية الطب وبنتى كلية الصيدلة
هنا أفاق المهندس فوزى  على ألم أشد وقال فى نفسه ماذا لو حدث .....ماذا لو حدث .. ماذا لو حدث
وفاضت روح الأستاذ كمال  وسط دموع الأقارب الذين امتلأ بهم الشارع والبيت
وحزن جيرانه وأصدقائه  ولما كان اكرام الميت سرعة دفنه تمت  إجراءات الدفن لكن كلماته لم تدفن ظلت تصرخ فى صدر المهندس فوزى  وأخذ
يفكر ويفكر
نلتقى فى الحلقة الثانية
......    ..........    ........
فتحى كساب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا