وفاء…. قصة بقلم محمد حمريط

وفاء:
-----

تزوجها صغيرة ابنة بلدته ذات العشرين سنة ،بقي معها مايقارب السنة ,تركها حاملا وسافر إلى بلاد الغربة طلبا للاسترزاق لاضطراره إلى ذلك حيث أنه لم يكن يكسب القوت الاّبشقّ النفس ,وكان قدخيرها أن تذهب إلى بيت أبيها أو تنتظر عودته ليأتي لها ببعض مايحفظ كرامته وكرامتها ومولودها الذي سيعرف طريقه إلى الحياة بعد أيام .
ماكان صاحبنا يريد الابتعاد عنها لأنه كان يحبّها حبّا شديدا لم يستطع أن يراها تتعذب بسببه وهو المعيل لها ,ولا تسل عن حبها هي له وهيامها به .
لقد ترجّته كثيرا أن لايسافر وليكن مايكن فالرزق على الله.لكن عزة نفسه لم تسمح له بالبقاء .داس على عواطفه وخرج قاصدا أرض الله البعيدة والدموع تنهمر من عينيه .

حزنت كثيرا على غيابه الذي دام عشرين سنة لم يكن له في ذلك رأي لقد اضطرّ اضطرارا للبقاء لأن من كان يعمل لديهم أرغموه على البقاء ولم يستطع أن يُفلت منهم.

عاد صاحبنا بعد تلك المدّة الطويلة .وهو يعتقد أن زوجته قد وجدت لنفسها حلاّأو أنها تزوجت برجل غيره
لكنّه وجدها كما تركها تتلهف للقائه هي وابنهما الذي صار شاباّ يافعا والذي غرست فيه حب الأب الهارب من الشقاء ولم تذكره بسوء أمامه طول تلك السّنين ولم تتذمّر من أيام المحن والعذاب الذي ذاقته ومرارة العيش في غياب الأب التّارك لعائلته فشبّ الابن على حبّ أبيه منتظرا رجوعه بفارغ الصّبر.
فاق سن الأم الأربعين سنة وهاهي فرحة برجوع حبيب الصبا أول حبيب عرف قلبها دقات الحبّ معه.مشتاقة إلى لقائه دون عتاب.
وأقيم عرس كبير في تلك البلدة الصغيرة حضره جميع أبناء البلدة.
أليس هناك أوفى من تلك الأم الطاهرة ؟ أليس هناك حب أقوى من هذا الحبّ الذي لم يخبو مع طول الزّمن ؟ولم يتغير مع تغير الأيام وطول الفراق .
بقلم "محمد حمريط"

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا