الغربة… قصة بقلم عزت جعفر

قصتي القصيرة :
............ الغربة............
كان يعيش المحاسب/سامي القرنفلي في شقة صغيرة مع زوجته وأبنائه الثلاثة.. احمد، سميرة، سلوى.. وكان عمر إبنه الأكبر أحمد سبع سنوات عندما حصل والده على فرصة عمل بالخارج.. سافر سامي ومع أول أجازة بعد عام أحضر لأسرته ما طاب من الهدايا والملابس وبعد أن انتهت الأجازة عاد إلى عمله بالخارج ولتوفير المال كان يعود إلى اسرته كل عامين ومرت السنون وقد أشترى منزل كبير وسيارة فارهة وأدخل ابناءه أعلى المدارس والجامعات حتى أنهى احمد وسميرة وسلوى دراستهم الجامعية وقد رزقه الله في هذه الفترة بطفلين كان الأخير عمره عام في تلك الفترة فقرر والدهم العودة نهائيا ليعيش بقية عمره مع أسرته فقد تجاوز سن الخمسين.. لاحظ (سامي)أن أبنائه كل منهم مشغول بحياته سواء مع الأصدقاء خارج المنزل أو على الفيس داخل المنزل ولم يجد الروح الأسرية التي كان ينتظرها بل وجدهم يبعدون عنه حتى عندما يلتقي بهم يكون لقاء فاتر ليس به أي اهتمام ومرت بضعة شهور على هذا الأمر كلما يقترب منهم يبتعدوا ففكر أن يجمتع معهم فدعاهم إلي بهو المنزل الفسيح ذات الأساسات الفخمه وجلس متكئا على مقعده الفاخر وبدأ الحديث :لماذا لا تجلسون معي نتحاور ونتناقش ألا تشتاقون إلى عودتي لقد ضيعت عمري في الغربة من اجلكم لأوفر لكم حياة كريمة ورفاهية عالية والأبناء يتبادلون النظرات في صمت فقال الاب: أريد أن تجيبوني بكل صراحة وتفتحوا قلوبكم لي قالت سميرة : لا نريد أن نخبرك بالحقيقة يا أبي حتى لا تغضب قال الأب : لا أنا أريد الحقيقة بكل صدق ولن اغضب منكم.. نظر الأخوة إلى أحمد  فوقف أحمد وقال: الحقيقة يا أبي أننا نشعر بأنك غريب بيننا فقد قتلت كل مشاعرنا نحوك بغربتك التي تتحدث عنها وكانت تضيق صدورنا عندما تحضر في الأجازة وننتظر سفرك وعودتك إلى عملك فالجلوس معك لا يروق لنا وكان عبء ثقيل علينا وقد اصابنا فزع عندما علمنا بعودتك نهائيا فصرخت فيه أمه وقالت: اغلق فمك لا تتحدث مع والدك بهذه الطريقة.. لا تحزن يا سامي.. لا تحزن وضمته في صدرها فلم ينطق سامي لقد مات.
..... بقلمي /عزت جعفر  (مصر )

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا