قنابل الثقوب السوداء…. للقاص ابراهيم أمين مؤمن

قنابل الثقوب السوداء
للأسف ..عالم الفضيلة مزيف..
خرج جاك ملثماً بسيارته الطائرةً ليتجوّل شوارع واشنطن ، وهو يعلم أنّ أهل واشنطن لا يختلفون في شئ عن باقي أهل الأرض ، فالبشر كلّهم سواء.
فالإنسان هو الإنسان ، لا دخل للأرض بمعالجة نفسه الآثمة ، لأنّها تخشى الترهيب أكثر من الترغيب.
وبفضل القاضي الذي في سحابة أورط خشع الناس وآمنوا ورفعوا واستسلموا للحقّ والعدل والسلام.
خرج إلى الناس ليتسمّع دقّات قلوبهم الرفيفة ، ويرى أخلاقهم العظيمة ، خرج ليرى لأوّل مرّة في تاريخ البشريّة عالم البشر ينتهجون أخلاق الملائكة.
ولقد حدّث نفسه قائلاً..
يعيش العالم الآن والسيف على رقابهم من السماء وللأسف يظنّ نفسه أتقى الاتقياء ، فمن يتّق تحت سلطان السيف يفجرْ عند كسره .
الكل آمن الآن ، آمن أنّ لهذا الكون إله ، كلّ الديانات آمنت الآن حتى الملحدين آمنوا بأنّ الكون له إله سيدفع عنهم شرّ هذا الذي يتربصهم في السماء .
وقطع بسيارته مسافات شاسعة جداً لا يدري أين هو بالضبط ، فرأى تعانقاً في العوالي ، فتعانقت مآذن المساجد وقباب الكنائس ، وركض كلّ منهما بجانب الآخر يحتمي في ظلّه ويأوي على فرشه.
وهو في الهواء نظر إلى الأرض  فوجد ملحمة أخرى فهبط بسيارته ليسمع ويرى ويلتذّ.
فوجد المال يتناثر على رؤوس الفقراء ، والسجون تُفتح لإطلاق الأبرياء ، والملاجئ فرغت من اللقطاء.
وأخيراً وجد الناس ينزعون أقنعتهم ويرمونها أرضاً ، وجد رجلاً يرمي قناعه ، والتفت في جهة أخرى فوجد آخرون يرمون بعشرات ومئات من أقنعتهم ، وللأسف ظهرت وجوههم الحقيقية فواروها عن الأنظار حتى لا تُفزع الشياطين لحين أن يتمكن منها نور التوبة فتضئ.
وقد كانوا بالأمس يتكلمون بكلّ اللغات ولا يُفهم من كلامهم شيئاً ، واليوم رغم أنّهم يتكلمون متلعثمين إلّا أنّ كلامهم يفهمه الغبيّ قبل الذكيّ ، وذاك لأنّ كلامهم لأوّل مرّة يصبّ في مصطلح نادر اسمه الإنسانيّة.
ذهب جاك إلى سيارته مبتسماً فوجد ... يتبع يتبع .
                    بقلمي ..إبراهيم امين مؤمن

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا