كبرياء امرأة للقاص بركات الساير العنزي

الكاتب القاص :
بركات ااساير العنزي
من مجموعتي القصصية الثالثة
حوارات وأفكار
كبرياء امرأة /// الحلقة الخامسة
....عدت لزوجي بعد سنتين من المرض وقد تشافيت والحمد لله ، عدت إلى بيت زوجي وأملي بأن أتغير للأحسن وأقبل بوضع زوجي فهو كان من اختياري ، وأنا الذي رضيت به . من حسناتي أني لم أتكلم عنه بسوء أمام اهلي أوغيرهم ، بل كنت اظهر كل احترامي له أمام الجميع ، واظهر لهم أننا على وفاق وحب ، اما في داخلي نفسي وأنا أعرف بقلبي هو يحبني حبا كبيرا ، ولكني لم أستطع أن أبادله الحب بالحب .
زارتني أختي ليلى لتطمئن على أحوالي . وجلست تسألني وكأنها تقرأ كل مافي داخلي. فقالت : اختي أشعرأنك غير راغبة في زواجك . إن كنت تشعرين بضيق فنصيحتي لك لاتقبلي بالوضع الصعب ، وأن تجبري نفسك بالقبول ، إذا كنت لاتشعرين بالسعادة اطلبي الطلاق . لديك ولد واحد فقط . وهذا أسهل عليك ، لأن الاستمرار في المشكلة يزيدها اتعقيدا . انا أختك وأفهم ما بداخلك ، أنت تكتمين دائما وهذه عادتك من الصغر . تبسمت لها ، ثم أردفت لقد عركتني الحياة وفهمت أسرارها أنا اكبر منك سنا واكبر اخوتي . صدمتني أقوالها وصراحتها المتناهية ، أختي لاتعرف الحلول الوسط ـ كبرت في عيني .
سألتها وقلت لها أختي ليلى : ماهو الحب ؟ فقالت بفلسفتها البريئة. يظهر لي أن الحب ليس تبادل عواطف وأحاسيس فقط ، ولكنه التقاء روحين وتقبل نفسين لبعضهما ، الحب في الزواج يختلف عن حب ماقبل الزواج وحب المراهقة لا يستمر وقلت لها : كلامك جميل وخبرة من الحياة . وأضيف على كلامك وأقول : الحب أن تفهم رغبة من يحبك ، خرجت أختي وهي توصيني اتخذي القرار القاطع في حياتك دائما ، وخير العلاج الكي هذه حياتك وأنت اعرف بها .
أنا لست فيلسوفة في الكلام ، صحيح أني وصلت للصف التاسع في دراستي ، ولكني من النوع الذي يقرأ كثيرا ، في كل أسبوع أقرأ رواية وأقرأ كتبا أخرى . مكتبات حلب عامرة ، أشتري منها دائما ، كثيرا ماأتحاور مع زوجي المثقف الجامعي . فيقول لي :
-ألا تملين من قراءة الكتب والروايات ؟ - لماذا لاتقرا كتبا مثلي؟ - قرأت كثيرا في الجامعة ، كتب الجامعة تكفيني . ما فائدة هذه القراءة.؟ - القراءة توسع مدارك العقل ، وتطلعك على حياة الناس والأمم . عدما تقرأ روايات عربية تتعرف على عالم آخر وحياة أخرى تأخذ منها الحكمة . فأ تركه لا أستطيع أن أغيره بالرغم من شهادته الجامعية ، احس بنفسي أني اكثر ثقافة منه في الحياة والسياسة واحوال العالم . استمرت حياتي مع زوجي فكان قراري ان لا أهدم بيتي ، والمرأة الذكية هي التي تعـظ على ألمها وتبني بيتها.
...بعد خمس سنوات من الزواج أصبح لدي ولدان وابنتان ، أنا سعيدة بأولادي فهم أملي في هذه الحياة ولكن تزداد الكراهية في نفسي لزوجي ، أصبحت كراهيتي قوية ، هذه الكراهية راحت تطفو علانية ، قلت له مرة لما لاتتزوج غيري؟ قال : أصادقة أنت في كلامك ؟
قلت له : نعم والله صادقة . اعتبرني أختا لك واتركني مع أولادي وتزوج . ولكنه رفض الفكرة وقال لي : تعرفين أني أحبك كثيرا . لم أصدق كلامه . لدي إحساس داخلي أن وراء كلامه الكثير من الخفايا لا بد أن أستطلعها بحكم أنوثتي وذكائي .
كنت أمشي معه في شارع تجاري في حلب ووجدته يتطلع كثيرا في امرأة كانت تقف في المحل التجاري . وكانها أخذت عقله . لم اكلمه قلت في نفسي سأحاسبه في البيت .
عندما وصلنا البيت قلت له : مالذي أعجبك في المرأة التي كانت في المحل التجاري ؟. ليست جميلة كما رأيتها . هل تفسر لي ذوقك ؟ قال لي : نعم هي ليست جميلة شكلا ، ولكنها جميلة أناقة أحب المرأة التي تلبس البنطال والقميص والتي تواكب حداثة العصر . قلت له : إن كنت تقصدني أنت تعرف عاداتنا في اللبس والمحافظة . ولو لبست مثلها . فلن يرضى أبي ولا أخوتي . وانا لن أغير طريقة لبسي فأنا ابنة مدينة صغيرة محافظة ، واحافظ على كرامة أهلي ،ولن أخترق قوانين أهلي . هل تسمح لأخواتك بذلك اللباس . قال : لا ولكن إعجاب أبديته . رأيت تلعثمه في الكلام وارتباكه وأنا أعرف نقطة ضعفه وخجله .مما يزعجني فيه غيرته اللا محدودة ، لديه غيرة كبيرة نحوي حتى ولو رآني أتكلم مع امرأة أخرى ألاحظ علائم الغضب في وجهه ويكتم غضبه . يحمر وجهه بشدة لو تكلمت مع رجل من أقاربي أو من أهلي . اعرف أنه يريد أن يتملكني وانا كالفرس الجموح وهو كالفارس الفاشل .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا