كبرياء امرأة….. للقاص بركات ساير العنزي

الكاتب القاص :
 بركات الساير العنزي
من مجموعتي القصصية الثالثة
(حوارات وأفكار)
كبرياء أمرأة الحلقة 4
....تصالح أهل فارس مع أولاد عم أبي ، وكان صلحا على دخن . وأقام أبي وليمة كبيرة دعا إليها وجهاء البلد حيث أقيم الصلح وانتهاء المشكلة بين بيت المانع أهل أبي. وبيت عبد الله النافع المارندي , أهل أولاد عمتي .

أصبحت الفرصة مناسبة لعمتي وابنها .حضرت عمتي وأولادها وخطبوني من أبي ، ووافق أبي على الخطبة والزواج بشرط أن يتم كتابة الكتاب بحضور العائلة فقط وأن يتم الفرح خارج مدينة إعزاز . وتم زواجي من ابن عمتي فارس ،بسرعة وزفني في بيت أهله في حلب ، وأنا في السادسة عشرة من عمري .
مرت الأيام وأن أعيش مع زوجي في وئام يشوبه الندم أحيانا ، لم يكن فارس يطابق كل أحلامي ولا أفكاري . ولكني كنت أقنع نفسي بأن الإنسان لايمكن أن يحصل على كل شيء . وربما ألوم نفسي أحيانا وأقنعها بأني مغرورة وغروري يكاد يقتلني . وفي حالات نفسية تعتريني أحاول أن أحطم غروري وعنادي . ولكني أعجز عن ذلك ، فأعود لصداقتهما ومودنهما فهما جزء ان مهمان من شخصيتي التي أعتزبها .

كان فارس كريما على بيته وعلى زوجته . يكثر من الهدايا لي ، وعندما أنزل معه إلى الأسواق التجارية في حلب كان يقول لي اشتري ماشئت وماهو في نفسك . وأخجل من كرمه ولباقة كلامه وتهذيبه . لكني كنت أريده أن يكون عنيدا مثلي يناقشني ويقنعني ويرد على تساؤلاتي ، فكان دائما مطواعا لي يوافقني في كل فكرة وهذا ماينغص حياتي فأشعر بالحزن . حاولت بطرق غير مباشرة أن أغير أسلوبه ولكني عجزت . أروي له أحيانا سبب خلاف صديقتي مع زوجها و أضع في تعليلاتي ما أريد أن أقوله ولكن لا فائدة ، وتذهب قصتي الخيالية أدراج الرياح . أدركت أن حب المراهقة فاشل لأن العواطف تغلب العقل . يوما بعد يوم أزداد ابتعادا عنه ، أشعر بقلي يتيبس من داخله ، ولكني أجبر نفسي على الابتسامة له . واستقباله أحسن استقبال . ولكن مايقتلني هذا الغرور الذي يسيطر على كل شعرة في جسمي وأشعر بداخلي أني أفضل منه وأتعالى عليه في نفسي . وخاطبني عقلي أحيانا فيقول لي : أيتها المغرورة بم تتعالين ؟! إنه ابن عمتك ،ويحمل شهادة جامعية ، وأهله أغنياء، ويعطيك ماتريدين . ولكن غرورك سيقتلك ، احمدي الله على هذا الزوج الصالح والمحب لك . أشعر وقتها بالذنب وأستغفر الله كثيرا ، وأحاول أن تتغلب نفسي الخيرة على نفسي المغرورة .

كم كان فرحه كبيرا عندما علم أني حامل بعد سنة من زواجنا ، وكنت أمني نفسي بأن لأحمل في بطني جنينا يعيقني أو يجبرني على حياة لا أريدها .فقد شعرت أن الإنجاب سيحطم جزءا كبيرا من شخصيتي وجمالي وعنادي . لما أسمع من النساء أن الأطفال جنة ونعمة ولكنه يحطم نفسية المرأة مهما تعالت واشمخرت بحياتها .
فرحت عمتي كثيرا بمولودي الأول وحملته وهي تقبله وتقول يشبه أخي صالح الفرحان . فرحت عندما قالت إنه يشبه أبي .أعتقد أنه لا أحد في الدنيا يشبه صالح الفرحان المانع.
أبي نعم الرجل بين الرجال ، إنه أبا محمد ، فلا اجد مثيلا له ، قد لا يعجبكم كلامي ولكنه شعوري وحبي لأبي .

بعد ولادتي مرضت مرضا شديدا ، ، وساءت حالتي الصحية ، وضعف جسدي وخارت قواي ولم تنفع أدوية الأطباء ، وتصر امي إن ما أصابني عين حاسدة . اضطر أهلي لنقلي إلى بيتهم وأمضيت سنتين في الفراش والمرض وأبي يأخذني إلى أشهر الأطباء ، ويحضر الشيوخ لترقيتي . كان شعوري أني حطمت نفسي بنفسي . وأني عاقبت روحي بروحي . أكتم مالا أطيق . وأظهر عكس ماأتمنى .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا