قنابل الثقوب السوداء.. رواية للكاتب ابراهيم امين مؤمن

رواية قنابل الثقوب السوداء
ملحوظة ..
1-أرجو من الأخوة عدم التعليق على النصّ إذا لم تقرؤوه ، أمانة .
كما أرجو من القارئين وضع ملاحظاتهم.
2-الحدث من الرواية..فطين قد ظنّ أنه قتل يهوديّ فهرب من مكان الجريمة ..الحدث هنا هو الرحيل حتى لا يُقبض عليه

                      (( النص  ))
المهم ..انتهتْ معركة المعجنة وما إن وصلَ إلى مدخل العمارة حتى نادى عليه أحدُ الجيران واسمه بطرس يوحنا ، وكان يلحّ على فطين دائماً كي يبيعه شقته ، فأخبره أنّ هناك مَن يسألُ عليه زهاء ساعة مضت.
سأله فطينُ عن شكله فقال له إنّه يهوديّ.
فارتسمتْ على وجهه علامات الارتياع ، ثُمّ أردفَ بطرسُ قولَه..
 ألمْ يحن بعد ؟
ردّ فطين..معك المال ؟
 قال في المحل.
 فردَّ عليه فطين..أحضرْه .
أبصر فهمان أبيه من البلكونة فأسرع نحو الباب ليستقبله.
بينما مضى بطرسُ مهرولاً ملهوفًاً إلى محله لاحضار المال ، وفي طريق عودته إليه كان يهاتف أحدَ كبار القساوسة أنّه على مشارف الانتهاء مِن شراء منزل في أحد ضواحي جنوب سيناء.فرُدَّ عليه بأنّ يشتري بأيّ سعر.
نظر فهمان لوجه والده ، فلحظ في قسمات وجهه علامات الخوف فسأله فوراً ..أين كنت ابتِ ؟ فلم يردّ عليه فطين حيث أنّه عزم على الرحيل الآن بسرعة.
رنّ جرس الباب ، فهمّ فهمان بفتحه لكنّ أباه أمسكه من رسغه قائلاً ..انتظر.
نظر من العين السحريّة ، إنّه بطرس ، فتح له الباب وأخذ المال  وأغلقه في وجهه على الفور.
ثمّ أخذ ابنه قائلاً ..هيّا نرحل ، فما عاد هذا المكان آمن بعد الآن.
حدقه فهمان ولم ينبس بكلمة.
أخذه فطين وآثر الرحيل من الشرفة.
ورغم أنّه الليثُ الأشجعُ لمْ يخرجْ من الباب وقفزَ مِن شرفة الحجرة الخلفيّة ، وأخذ ابنه والمال الذي قبضه مِن بيع المنزل وكذلك عصاه وركبَ أوّل سيّارة ومضى حيث لا يدري.
رحلَ تاركًا البيت الذي كان يمثل قطعة من جسده ، ففيه تزوّج بالمرحومة زوجته التي كانت مثله في العلم والوطنيّة ، رحلَ عن مكان الذكريات الحلوة.
في أوّل دقائق الرحيل لم ينتبه إلى ابنه ، وتذكّر ماضيه مع زوجته وقولَها له عندما قالتْ له ..فطين  هذا المنزل أغلى مِن حياتي ، ففيه تزوجتك وفيه ولدتُ فهمانَ وفيه عشتُ ألذَّ أوقات عمري.
ولمّا كانتْ في النزْع الأخير قبل أنْ تُفارق الحياة، قالتْ له ..لا تبعْ المنزلَ  ، اجعلْ كلَّ خطوة خطوناها معاً، وكلّ بسمة ومودة وأنسة عشناهم معاً ذكرى أطلالٍ جميلة ، كُن وفيّاً لعلّ الله يجمع بيننا مرّة ثانية في الدنيا ، فقد تخترق يوماً ثقباً أسود وتعبر فتصل إلىّ في بُعدنا الذي نحيا فيه الآن ، لعلّه يا فطين أحد أبعاد نظريّة الأوتار الفائقة ، لعلّه بُعد الأموات.
ولا تفرّط في كتبنا ، دعها كما هي ، كتبٌ درسناها معًا وتدارسناها لابدّ أنْ تكون قطعة من جسدك..ثُمّ تذكّر قولها..
فطين ..لا تبعِ المنزل .
فاغرورقتْ عيناه بجانب ولده الذي لحظه فبكى لبكائه.
                                                    بقلمي .. ابراهيم أمين مؤمن

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا