سأعود اليكم بعد لحظات… للاديب طلال الدالي

، سأعود اليكم بعد لحظات،

أفكاره تدور في فلك عقله كما تدور في فلكها الأقمار،فلقد أتعبته الأيام، ورسمت على وجهة آيات حزينة عزفها ناي الضجر،بحث عن مكان يجد فيه قليل من لحظات الراحه،ولكنه لم يجد ما كان يصبو أليه،فقصد الخيال وطاف في مدن لاأسماء لها ،أبوابها مفتوحه على مصرعيها،تستقبل كل عاشق قتله الهوى،وكل رحال يبحث عما يرضي جنون عقله،راى فيها أشياء تشبه حبيبته بقوامها ولون شعرها ،كانت أسوارها ذهبية وعالية كعلو الجبال،يسيطر الهدوء على شوارعهاالمرصوفة بقوارير فضية،ويتدلا من بساتينها عناقيد من أعناب تشبه قناديل الحب على شاطئ يغطيه ضحكة عاشق يسابق حبيبته قبل ان يلامس الليل موجه المتبسم ،نساؤها حواري تعزف لحن الخلود للعابرون من فوق بساط أخضر يكسوه الورد والاقحوان ، لا حاكم فيهاولا محكوم ولا ظالم ولا مظلوم ولا سجن ولا مسجون،على ضفاف بيحيرة زئبقية اللون جلس يتأمل بجعة ترقص رقصة الملاك الحامل في كفيه ضوء شمس تكاد تشرف على المغيب،وأمواج تشبه نسائم الوديان المرضعة لغزلانها  الذهبيه،ضحك ضحكة تدل على انه تزكر الواقع فأغمص عينيه ليحلم في الواقع من داخل الخيال لعله يجد فيه لحظة تقارب الواقع الهارب منه للحظات،أخذ من لوحته الخياليه مقطع صوتي لينشد أغنية عشقها منذ زمن بعيد،فتح عينه ليجد نفسه فوق اوراق ذابت على جنباتها السطور ،جمعها تحت أبطه وهز رأسه قائل ،الخيال لحظة والواقع موقع الأصول،

            ،طلال الدالي،   ،سوريا،