قنابل الثقوب السوداء… رواية للكاتب ابراهيم امين مؤمن

رواية قنابل الثقوب السوداء
في هذا المشهد الأليم  يفترق البطلان جاك وفهمان ، وهما يتيمان
                   (النص )
ما ألعن فراق الأيتام!
دخلا الغرفة وأحضرا حقائبيهما وشرعا فى وضع أغراضيهما في الحقيبة ، ليترك فهمان بيركلي بصفة نهائيّة متّجهاً إلى جنيف ، بينما ينتقل جاك إلى موضع إقامتين واحدة بناسا والأخري ببيركلي ، ثمّ جلس كلّ منهما بجانب حقيبته.
وها هي سيطرة الوحشة تفتك بقلبيهما ، وتلجم لسانيهما ، وعاد الصمت مِن جديد ليخيّم هذه المرّة إيذاناً بالرحيل المحقق.
طال الصمتُ ، فكلٌّ منهما لا يقوى على أداء طقوس الرحيل القاتلة ، فظلاّ ينظران تارة إلى الحقائب وكأنّها قطعة من الموت ، ويتسارقان النظرات تارة أخرى.
تثاقلتْ أقدامهما وارتعشت أياديهما  ، يشعران بأنّ الفراق جرح غائر ينزف في مصبّ الغربة.يشعران بأنّ التيه هو سابلتهما.
كما أنّ نقاء سريرتيهما ساعدا على تمكّن وحشة الفراق مِن المسك بأذناب رأسيهما وإلقائهما فى عذابات الوحدة ، حيث أصبح للفراق معنىً عند المخلصين ، بينما يفرغ محتواه لدى أصحاب القلوب الماكرة.

فجأةً..انتفضا كالبرق وارتطما كطلاطم الامواج ، اقشعرّتْ جلودهما واعتصر بعضهما بعضًا كأنّما يريدان تعويض الفراق بمزْج روحيهما ، وانهمرتْ الدموعُ وتعالى صراخ الأنين ، علا صوت البكاء حتى الخنين ، اليتم حمل البكاءَ على متن سفن تسير في الفيافى ، ثمّ ابتعدا بعزيمة سمّ ناقع فلا مفرَّ مِن الوداع ..حملا حقائبيهما ومضيا وكأنّما يفرّان من لهيب نار قبل ان يحترق جسداهما.

                     بقلمي ..ابراهيم امين مؤمن

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا