غفوة… قصة قصيرة للاديب عز الدين ابو صفية

قصة قصيرة...

غفوة :::

واصلت السير نحو شاطئ البحر الذي تعودت الجلوس قبالته على صخرةٍ و أخذت تتأمل سكونه و سطحه الذي يشبه مرآة صامتة لا تعكس سوى منظر السماء فتتلألأ النجوم عليها و كأنها لآلئ تهمس لموجة البحر عن عاشقة وعن تلك الليلة القمرية التي رسمت صورة متكاملة العناصر و الألوان أمام ناظرها، فهاج في وجدانها ذكريات حبيبها الذي عشقته والذي كان يشاركها الجلوس كل يوم على نفس الصخرة  ، و لكنه غاب منذ سنة و لم تسعفها محاولات البحث عنه لتجده؛ فتصمت و تسكن لسكون الليل المضجع على حافة القدر وغفوة السماء.
فاجأتها نسمات رقيقة هبت على سطح البحر الساكن فانتعشت فيه الحياة فتكونت موجة مبتسمة متجهه نحو الشاطئ  كأنها تحاول أن توصل لها خبراً سعيداً عن عاشقها المغادر نحو المجهول، انتبهت سلمى للموجة و تبسمت لها، فانحنت الموجة     وكأنها تُحييها، وبداخلها ظهرت صورة عاشقها و هي تراه كما هو لم يتغير فيه شيء، نفس الوجه الضحوك و العينان اللامعتان ببريقهما،. فهمت لاستقباله، وحيته، فصحيت  من غفوتها ، و تمنت أن يستمر حلمها.

د. عز الدين حسين أبو صفية،،،

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

سيد قلبي... ياس ياسمين

الحسود..خواطر بن قاقا