خواطر سليمان القاضي النزيه…. مقالة للاديب سليمان النادي

خواطر سليمان ... ( ١٤٧ )

القاضي النزيه يستطيع أن يكمل بعدله واستقامته نقص القانون إن لم يكن النص أمامه كافيا ...

وكذلك القاضي الجائر مهما استقامت أمامه النصوص فهو يستطيع أن يميل بها حيث يأمره هواه ...

فالعبرة هنا والفيصل بينهما هو العامل النفسي لكليهمما ..

ولن نمل من تكرار وضرورة الإصلاح النفسي لأنه الدعامة الاولي لكل خير في هذه الحياة .

وإذا اظلمت الآفاق وفسدت النفوس وسادت الأهواء والفتن فقد وقعت السنن الربانية في خلقه

{ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم }

صفاء نفسك وصفاء عيشك معا ...
معناه مصاحبة رضى الله عليك ونزول بركته وأمنه وبره وفضله علىك وعلى المؤمنين الأتقياء المحسنين

{ ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض }

وأما نزول الخزي والعار فمرتبط بارتباط النفس المريضة بالبطر والاستعلاء على مواضع التواضع والمرحمة .

ما أحوجنا الى حد هائل وكبير لأساتذة متخصصين يخرجون علينا
بدراسات مستفيضة للنفس البشرية وأحوالها والقلوب واطوارها
ليجعلوا السعادة المبتغاة تنبع من داخلنا لا من خارجها ...

وأنها تكتسب من واقع إيماننا بالله والرضى بما قسمه لنا في غير ذلة أو استكانة .

وأنها حصيلة جهد جهيد لكبح جماح شهوات باطلة أو طمع فيما يملكه الآخرين بدون وجه حق ...

ان السعادة ليست هبه يتفضل بها الآخرين علينا ....

إنما السعادة هي صدق إيمان وإخلاص وتجرد .. لا تنال إلا بعد رياضة طويلة مع النفس .

سليمان النادي
٢٠١٩/٩/٥

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

من بين الامي..علي اسماعيل الزراعي

خذني اليك... علي اسماعيل الزراعي