التضحية… قصة للأديب عز الدين أبو صفية

قصة قصيرة

التضحية :::
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

كانا يعملان في نفس مؤسسة الضمان الاجتماعي وكانا قريبين من بعضهما البعض ، يجلسان في نفس الغرفة ويخرجان سوية لأناجز بعض الأعمال الميدانية وكانت وجهات نظرهما متقاربة عندما كانا يتناقشان في المواضيع الخاصة بالعمل وأحياناً يتطرقان في حديثهما عن علاقة المرأة بالرجل وعن الحب والزواج والأبناء .
أصبح يدور في خلد كل منهما تفكير خجول بمصارحة الآخر عن إعجابه به وأن هذا الإعجاب يرقى لدرجة الحب  .
وأثناء مهمة عملهما خارج المؤسسة دعاها سمير لتناول القهوة في أحد المقاهي ، وبدون تردد وافقت سعاد لتلبية هذه الدعوة ، جلسا قبالة بعضهما والخجل يطفُ على وجنيهما ، تعمد سمير بملامسة أطراف أصابعها فتبسمت له سعاد ، لتشجعه ، فقال لها أنا معجب بك سعاد ، ضحكت ضحكة خجولة وخافتة كضوء شمعة صغيرة ، وشجعته للأفصاح أكثر عما بداخله ، فبدون تردد قال لها تتزوجيني سعاد .
تزوج سمير من سعاد وعاشا حياة هنيئة ملؤها السعادة والحب ، ولكن كل منهما تفاجأ بقرار رئيس المؤسسة عن نيته تقليص عدد العاملين بالمؤسسة نظراً للوضع الاقتصادي الذي تمر به الشركة ، وكان سمير أحدهم ، تأثر سمير وحزن حزناً كبيراً لأنه المعيل الوحيد لوالديه وأخوته الثمانية وأصبح في حيرة من أمره ، فشلت كل محاولاته مع المسؤول لاستثنائه من قرار الإستغناء عنه من عمله في المؤسسة .
حزنت سعاد كثيراً وتاثرت لقرار الأستغناء عن سمير وظلت تفكر وتبحث عن أيّ طريقة لتُجنب سمير الإستغناء عنه . في بداية الأسبوع التالي أرسل مدير المؤسسة في طلب مقابلة سمير ، كان الألم يعتصر قلبه وهو يتوقع بل كان متأكداً بأن المدير طلب مقابلته ليسلمه قرار الشركة بالإستغناء عن خدمته  ، صباح الخير سعادة المدير ، صباح النور سمير ، تفضل بالجلوس وأشار إليه للجلوس على كرسي بجواره وهو يرحب به بحرارة والابتسامة العريضة تملأ وجهه .
فاجأه المدير بالقول : بان أحد العاملين طرح نفسه بديلا ًعنه ليُستغنى عنه ليبقَ هو على رأس عمله لأنه أحوج للعمل منه ، من هذا الشخص الذي ضحى بعمله لأجلي ؟ أكيد هذا ملاك وليس بشراً .
ضحك المدير محاولاً عدم ذكر أسم ذاك الشخص ، ولكنه أخيراً خضع لتوسلات سمير  وقال له :
إنه الملاك سميرة ، زوجتك .

د. عز الدين حسين أبو صفية ،،،

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

من بين الامي..علي اسماعيل الزراعي

خذني اليك... علي اسماعيل الزراعي