ضرب الملائكة… مقالة للاديبة قمر حسين احمد

مقال بعنوان ضَرب الملائكة......
. انتشرت ظاهرة ضرب الأطفال في المُجتَمع كالوباء بل أشَدُ سوءا منه فلا يَترتب على الوباء فقدان الإنسانية لكل من يصيبه لكن الجريمة الكبرى هي ضَرب تلكَ الأرواح النقية بأكفِّ الحنق والغَيظ النابِع من فقدان الإنسانية.
فَمـا هو الداعي الذي يُجبرُ البَشر على أذية تلكَ المخلوقات الضَعيفة؟ ما هو السبب في عَدَم تَقبُل تلكَ الأطفال البريئة؟ لاشَيء سوى إشباع للروح الشيطانية التي تُسيطر على البَعض.
أو تَغلغُل الشَر داخِل البشرية.
جَميعنا بَشر لكن أقلُ من القليل من يكونُ إنساناً بكل ما تَحمِلُهُ الإنسانية من مَعنى.
قَد تَكونُ تلكَ الملائكَةُ الصَغيرةِ هي بابُ الرَحمَةِ التي فَتحها اللهُ لَنا بدونِ أَن نَعلَم..... قَد تَكونُ سَبباً في الرجوع إلى الله وغَسل أرواحنا من دَناسَةِ ما اقترَفناهُ سراً كانَ أو عَلانية.
أعتذر!!! لكن ضَربهم لا يُثبتُ قوتكَ الظاهرة..... بل يُثبِتُ قساوَةَ ذلكَ القَلب الساكِنُ بينَ الجَنبين..... ولا يُزيد من قوةِ شَخصيتِكَ الضَعيفة والهزيلة.
إن لَم تَكُن قادراً على تَحمل تلكَ المسؤولية الكبيرة بصَدرٍ رَحِب فلا اعتقد ان هنالكَ داعي لانجاب تلكَ البرائة المُتكاملة.
الطفولة هي الأساس الذي تُبنى عليه الحياةُ القادمة..... فكيفَ سيكون ذلكَ البناء إن كانَ الأساسُ ضعيفاً وخاوياً؟ لاشيء!! سوى ولادَة جيل كامِل ضعيف الشخصية وعديم الأنسانية جيلاً يتَهكَم بِمَن يكون أضعَفَ منهُ....... فعلاً سينتَشر الإرهاب كما الآن أراهُ مُنتشراً.
كثيراً ما نَتذمَر على الأرهاب وعلى تلكَ الحَياة البائسة...... نحنُ من صَنعنا الأرهاب الذي لا يملكُ من الرحمة شيئاً.
هو بالضبط كفعلنا عند ضَرب مخلوقات أضعفُ ما في الوجود مخلوقات غير قادرة على بَثِّ شَكواها سوى لمَن يكونُ أقرَبُ لها من حَبل الوريد.
مخلوقات كالمَلائكة بل أشَدُ بَرائة..... أرواح لا تَعرِفُ من الحقد شيئاً...... نَضَعُ أَيادينا القذرة المليئة بالحقد لنَخُطَّ طريقَ الضلال  والحياة المُتعِبة لَها.
كُل ضربةٍ منكَ على ذلكَ الجَسَد الضعيف تَكونُ كَلسَعاتٍ الافعى الصفراء لَهُم فتبدأ دموعهم بالانهمار وأثار الكدمات على ذلكَ الجلد الرقيق كرقة الزهور المُتفتحة...... تلكَ الازهار التي نسقيها حقداً بَدلَ الماء لتَذبُلَ وهي في أوَجِ زَهوها.
العجيب هو ضَرب الأطفال لكن الأعجب هو ادعاء الإنسانية على منصات النفاق والكذب..... فلتخلعوا عنكم اقنِعَةَ الود الزائفة فلا داعي لها.
من المعلوم أنها لا تفقه شيئا ولا تُميز بينَ الخطأ والصواب فما تَفعلهُ نابعٌ عن حُب الاستطلاع وليس لأنها تُحبُ التخريب او فعل الخطأ..... فما الداعي لاستعمال القسوة في التعامل معها؟
السؤال القائم إلى الآن هو ان أي دين او طائفة او عرق يدعو إلى ضَرب الأطفال؟ وما بالُكَ ونحنُ من الإسلام الذي يَدعو إلى الإنسانية والتعامل السَلِس مع كُل الظروف وكل الطوائف. ✍️قمر حسين أحمد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

من بين الامي..علي اسماعيل الزراعي

خذني اليك... علي اسماعيل الزراعي