ذلك الجب… قصة للكاتب عبد الله دناور

ـ ذلك الجب ـ          قصة قصيرة
ـــــــــــــ
أحبها وأحبته.. كانت في نهاية المرحلة الثانوية وهو في السنة الأولى من دراسته الجامعية.. يسكن في بيتهم بغرفة منفصلة.. يساعدها في دراستها عندما تطلب..كانت سعيدة فقد جاء من يعوضها عن الدروس الخصوصية.. هكذا بدأت الحكاية.. كان مشتت الأفكار.. تمنى لو درس الفرع الذي يحبه غير الذي أجبره عليه مجموعه في البكالوريا لولا علامة واحدة..تجاهل نظرات عينيها ودقات قلبه ليس كرها..لكنه ينظر إلى واقعه ومستقبله .. الواقع مرير.. فقر مدقع والآتي بعيد يحاول رسمه ليصبح منتجا.. كيف يرتبط ولا شيء يملك وبالكاد يؤمن مصاريف دراسته
كان هذا الصراع يؤرقه.. قلبها يناديه.. مرت السنة  وما زال في الخطوة الأولى من الطريق الطويل..يزيد حبها وتزيد المصاريف أكثر.. حبها الطاهر العفيف يدعوه ويرى أنها الإنسانة المناسبة.. وأمام سيل المعاناة أسقط في يده.. لم يعد قادرا على الاستمرار بالدراسة في هذه المدينة السياحية.. ولكي ينتهي من هذا الصراع المطبق اختار اسوأ الحلول قرر الهروب. حتى لا تتعلق بأمل ربما لا يتحقق.. قرر الانتقال إلى جامعة قريبة من ضيعته ليوفر ما أمكن.. يوم علمت بالخبر ..بكت حتى الصباح.. ظلت تراسله لسنوات.. أخيرا تخرج.. زادت الهموم أكثر.. متطلبات الحصول على وظيفة قليلة جدا..
انتهى ذلك الحب الكببر.. دفنته الحياة في ذلك الجب العميق من الفقر والمستقبل ما زال بعيدا.. بعيدا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. عبدالله دناور.                11/9/2019

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

من بين الامي..علي اسماعيل الزراعي

خذني اليك... علي اسماعيل الزراعي