حكايات طائشة… للأديب صباح خلف العتابي

حكايات طائشة
الحكاية رقم ( ١٣)
—  نهاية ايامي تبدأ الان ... هذه الليلة
تلك الليلة احس ( صاحبنا ) ان الالام تتجه ناحية القلب .. وبوده الان ان يهدم جدران الم القلب المعلول هذا حجارة بعد حجارة ..
الوقت يمر ثقيلا.. والحسابات الرقمية تتساقط .. وهو بحاجة الان لقليل من الحياة .. زمن ما .. ولقدسمع احد الشيوخ يوما بان مراحلا خمس يمر بها المحتضر .. لكن العجيب انه يمر بها جميعا الان ودفعة واحدة وهاهو يقترب على مايبدو من يوم القيامة والموت ليس بعيدا عنه  واذا ما مات اليوم فسوف يشكو لربه وحدته القاتلة والمرأة التي تخلت عنه ببساطة
عيناه مملؤتان بالغياب الابدي ، وبدأ للتو يتحسس وجود ( الله) في قلبه بعد غياب طويل .. دعا ربه قائلا :
— انا اسلم روحي اليك .. لانها تتوق للقائك
ثم لاح له وجه ابيه فناداه ايضا :
— اين انت ابي .. كنت سندي !!!!
وكأنه سمع اباه يرد عليه :
— الحجر والتراب يعرفان اين انا ياولدي
الفراشات الملتهبة تتطاير امام عينيه الان  وكائن من نور نقي يرفرف جواره  فتمتم :
— انه ملك الموت بلا شك .
اصبح الان مستعدا ان يعقد صفقة معه للتأجيل على الاقل ، عسى ان يعمل صالحا .. ربما في ما بعد يسمع اغان الجنة .. ثم قال لنفسه :
— لا احد يعرف ماذا ينتظر الموتى ..
الان احس بأن رأسه قارب وسط بحر ... يميل .. ويميل .. لكنه لايمكنه العمل حيال ذلك شيئا ، وكأن رأسه يواصل الانحراف .. اعلى ... اسفل .. يمينا .. يسارا ...

         ( صباح خلف العتابي )

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

من بين الامي..علي اسماعيل الزراعي

خذني اليك... علي اسماعيل الزراعي