حب على الفيس بوك… قصة للكاتب بركات ساير العنزي

الكاتب القاص : بركات الساير العنزي
من مجموعتي القصصية الثالثة
(هو ..وهي – حوارات وأفكار )
الحلقة الرابعة – هو .. وهي
( حب على الفيس بوك )
سافر سامر إلى جدة بعد انتهاء إجازته، وقرر أن يستقدمها إلى جدة، بعد شهر
أو شهرين. وصل جدة وراح يجهز بيتا جديدا له ولزوجته وبعد شهرين أستقدم زوجته. واستطاعت منال أن توجد لها عملا في مدرسة خاصة في جدة ، كانت علاقة الزوجين هادئة ولكن ليست متميزة، استمر سامر بعادته التجسس والتنصت ومراقبة الوتساب، وتركت ذلك له حتى تقطع ظنونه وأنشات حسابا على الفيس باسم وهمي حيث سمت نفسها نسيم الزهر، تفتح حسابها في المدرسة، وتخفيه في بيتها، لم تضع لهاتفها رقما سريا، تركت هاتفها دون رقم سري لتشبع فضوله في التجسس ، وليقتنع أنها لا تملك حسابا على الفيس، استمر هو في حسابه،
ثم قال في نفسه ماذا لو عملت حسابا باسم وهمي كي لا يعرفني أحد ،
لنفرض أن لديها حساب آخر ، باسم وهمي – وأنا لا أستبعد ذلك - لنفرض أنها صادقتي، وكشفت أمري، علي أن أسجل حسابا آخر ، فسجل حسابا وهميا باسم الصقر الجارح .
كانت تعامله كزوج ولكنها لم تعطه قلبها ولا جسدها، وتشعر باشمئزاز عندما يقترب منها، وبعد سنة من الحياة معه ، جاءهما طفل جميل فيه شبه كبير من أمه ، كان الطفل يؤنس وحدتها، فكرت في نفسها يجب أن أتوقف عن الحمل ، كي لايعيقني الأولاد عن تركه ساعة ماأريد .
جاءت عطلة الصيف وبدأا يحضران نفسيهما للسفر، قال لها :هل ستشترين هدايا؟ قالت نعم. قال ولمن تشترين؟ يجب أن لانشتري كثيرا من الهدايا؟ نوفر بعض المال لنشتغل بها في مشروع يفيدنا في مصر، قالت له: أعرف قصدك ، لا تشتر لأهلي، أهلي لايريدون منك شيئا، اشتر لأهلك فقط. وأنا أشتري لأهلي، قال لها فلوسنا واحدة، قالت له :ٍ
وفر فلوسك أنا أصرف على نفسي، ألا يكفيك هذا،؟ لم أحملك مصروفي ولا مصروف ابني. هل تريد أن أصرف عليك؟ قال لها يجب أن تعطيني ماوفرت لنضعه في المصرف، أحست أنه يريد أن يستغلها، قالت له. إن شاء الله . قالت في نفسها : ليس هو الزوج الذي أطمئن له، يأخذ رواتبي وبعد سنوات يتركني ويتزوج. لكن هذا الأمر لايمشي معي . أنا أذكى منه والله لن تفرح بمليم واحد، شعر بردها الجافي، وسكت على مضض . ....من عادة الوافدين يخرجون يومي الخميس والجمعة إلى البحر، وغالبا مايخرج الأصدقاء والأقارب مع بعضهم كعائلات ، يمضون يومهم على الشاطئ في الاستراحات . طرحت عليه مرارا لماذا لانخرج مع أقاربئك أو اصدقائك مع بعض . كي نتسلى النساء مع بعضنا وأنتم الرجال مع بعضكم . برم شفتيه ولم يعجبه الكلام . ولم يرد على اقتراحها . فهو يرفض الفكرة ولا يستسيغها . ونظرت إليه بعينين حادتين كأنها توبخه فهي تعرف سر رفضه تعرف شكوكه وغيرته البليدة.
.
..مشت حياتهما بين مد وجزر بعد خمس سنوات رزقا ثلاثة أولاد . كانت تريد أن تسايره وتتقبله. ولكنها وجدت من الصعوبة أن تزيل الشكوك من نفسه ، والغيرة الحاقدة في ذاته . كانت تعيش في بيتها كالسجينة ، منعها من الخروج وزيارات صديقاتها ، يراقب تلفونها دائما وعرفت أن الحياة معه ستكون صعبة ، ومن الصعب أن تعيش زوجة مع رجل كثير الشكوك والغيرة .
... قالت تحدث نفسها : سأطلب الطلاق منه ، حاورته في عقلها أشبه بالحلم وهي جالسة على أريكتها وتنظر إليه ، في هذا الفراغ القاتل ، قالت له أريد الطلاق ،نزل الطلب كالصاعقة عليه قال لها :ولم تريدين الطلاق ؟ قالت له : أريد حريتي أريد أن أشعر بكرامتي وبذاتي .ا أريد زوجا يراقبني في مدرستي ، وفي دخولي وفي خروجي ، لست أسيرة عندك . فلي شخصيتي ، لن أقبل أن أعيش معك .قال لها وكأنها تسمع صوته مزمجرا . ووضعت يديها في أذنيها . والأولاد أين يذهبون ؟ من يهتم بهم ؟ قالت له : الأولاد أولادك ويبقون معك . أخدمهم بنفسك . وعندما يكبرون سيأتون إلي . سأترك تعبهم عليك . وخيرهم سيأتيني لن يترك ابن أمه .
سأعيش حياتي كما أريد . وسأتزوج غيرك . الرجال كثيرون .
والنصيب لن ينقطع .وسأنزل إلى مصر لأعيش بين أهلي وأخوتي
أفضل من أبقى غريبة من زوجي والناس .

...استفاقت من مخيلاتها وحلمها وقالت : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . سوف أصبرعليه .حتي يكبر أولادي .وانا الآن في مدرستي ، سأجمع ثمن شقة في مصر . وعندما أريد الطلاق أحصل عليه وأتركه وأعيش مع أولادي . لا بد من الصبر ،وإن كان الصبر يأكل عمري .ثم قامت إلى فراشها لتنام وتحلم بالمستقبل ، فالحياة أحيانا مع الأحلام أفضل من الواقع .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

من بين الامي..علي اسماعيل الزراعي

خذني اليك... علي اسماعيل الزراعي