موعد في الغربة… قصة للاديب عصام حمي

موعدٌ ..في الغربة  (8) 
 تأليف وإعداد : عِصام حَمي
                           
  الحلقة : الثامنة


كانتْ فرحةُ الجميعِ كبيرةً بصُعودِهم إلى المركِبِ اليونانيّ .. وإنقاذِهم من الموتِ الذي كانَ يُطاردُهم ..من كُِّلّ مكانٍ ..لكن فرحةُ أحمدٍ ومها ..كانت لا تُوصَف ..فقَدْ اعترفا ..أخيراً بِحُبِّهما ....نشأ هذا الحب في الغُربة ..في أحلَكِ الظُّروفِ صُعَوبَةً ..في لحظاتٍ كادَ الموتُ أن يُفَرِّقَهُما ..في الضِّيقِ وليسَ في الرخاء ..فأصبَحا في مَرحلةٍ جديدةٍ ..ومسؤوليةٍ جَديدة ٍ..وكُلّا مِنهما يحلمُ....بالمُستَقبلِ والبيتِ الذي سَوف يجمعُهما بِرِفْقَةِ سامِر ٍطبعاً..
اقتربَ المركِبُ مِنَ الشاطئ ..فقالَ لهم أحدُ البحّارة ..سوفَ يكون موظِفو الأمَمِ المُتَّحدةِ في استقبالكُم ..كي يقوموا بتَسجيلكم ..وهُناكَ ستعلمونَ ما بعدَ ذلك
توقَّف المركِبُ ونزلَ المهاجِرونَ ....وشكر الجميعُ البحارة والقُبطان ولوحوا لهُم بأيديهم ..ونَزلَ أحمدٌ ثُمَّ أمسَك َبسامرٍ فأنزلهُ .. بعدَها أنزَلَ َمها ..التي صارت تبتسمُ لهُ كلَّ حينْ....فلنْ تَستطيعَ اخفاءُ مشاعِرَها بعدَ اليومِ ..وكانَ رجالٌ ونساءٌ الإممِ المُتَّحدةِ اليونانيين في استقبالِهم يُرحِّبونَ بهم
فجَلَسوا قليلاً ..وشرِبوا كُوباً مِنَ الشاي ..كانَت كإستراحةِ المـُحارِب ...
مرَّت ساعةٌ على جلوسِهم فأخذ موظفو الأممِ المتحدةِ بتسجيلِ بياناتهم ..
وبدردشة معهم ..وبقليل من المُزاح ..معهم ..
سألَ أحمد أحدهم ماالوضع التالي الآن .؟؟؟.
أجابَ أحدهم : أنتم أخذتُم ما يـُقال له الطَّرد ..مِن اليونان ..هكذا الإجراءات وسيأتي باص ليقِلَّكم إلى مكان ٍحيثُ الآلاف ..ينتظرون ..لتُسافروا معاً إلى العاصمة أثينا ..برِفقة موظفينا ولن يتركوكُم أبدا ..حتى تَصلوا إلى وجهتكم
أحمد : الطرد ؟؟؟ الآلاف ؟؟؟
الموظف : هذه هي الحال صديقي والإجراءات ..
وفعلاً أتى باصٌ لِيَقِلَّ المهاجرين ..معاًإلى أثينا ..
جلَس أحمد بجانب مها ..برِفقة سامر ...صاروا كعائلة واحدةٍ ..والبسمةُ لا تفارِقُ مها ..وكذلِك أحمد ..أما سامر فكان ..ينظُرُ من خلال ِالشّباك
قال : ماما أين نحن ..
قالت بمرح : أهلا بك في اليونان يا عزيزي
ومضت ..سُويعات ..حتى وصلوا إلى أثينا ...مدينةٌ جميلةٌ .. .و.جمالُ طبيعةٍ أخّاذ ..ثم ..قال أحد الموظفين : نعتذر منكم ..
الطَّعام هو مجاني لكن المواصلات عليكم أنتم ..تذمَّر بعض الرجال ..لكن ما باليد حيلة ..ودفع كُلٌ بِضعَ دولارات ..رغما عنه ..
قال الموظف سننزل هنا ..ثُمَّ الوجهة الثانية ستكون قرب الحدود المقدونية
صاح أحمد : قرب ؟؟؟ لماذا ليس عند الحدود ؟؟؟؟

يتبع     
        بِقَلَم : عِصام حَمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

من بين الامي..علي اسماعيل الزراعي

خذني اليك... علي اسماعيل الزراعي