حكايات طائشة… كلمات الكاتب صباح خلف العتابي

حكايات طائشة
الحكاية (١٥) :-
لاح له المحراث كالسيف وهو يقطع رؤوس الكلمات ويمزج دم القلب بالرماد .. عينا تدمعان أمن الحزن ؟ أمن الغضب ؟ أمن الدخان الذي يحمل معه عصارة الروح والعقل ..؟
النيران تأكل كل شئ.. وعلى القرب منه تقف والدته مندهشة تماما :
— امجنون انت ..؟ لماذا تفعل ذلك ..؟؟
كيف تفهم بأنه مرجل يغلي .. ؟ ولو لم يفعل ذلك لجن فعلا
— فارساكنت ( موجها كلامه لامه ) ثم تابع :
— لم يأسروني ولكنهم اسروا جوادي ...
ومنذ ذلك اليوم هجر القراءة والكتابة .. وارتضى بان يهوي بدون اطلاقة رصاصة واحدة
عندما تهدأ الارواح ويلقي النعاس بثقله فوق الجفون المتعبة يرى عائلته فوق السطح ممددة كالاضاحي هنا .. وهناك .. حينها يحس بالحرية والانفلات ، فيلعب مع النجوم ، يحاصرهابدوائر دخان سجائره مرة ومرة يغلق عليها بؤبؤ العين .
وكثيرا ما يقلق عندما لايجد احدى نجماته في مكانها ، وانها تحركت دون ان يدري .. وتراوده احيانا فكرة لكتابة قصة او قصيدة تجبر له خاطره ، ولكن قبل اعلان الولادة  :
— بابا .. بابا .. ماء
فتخر الفكرة كأنها نجم ساقط .. ثم يضيع كل شئ .
— الا تعود ..؟؟
حاول مرة .. ان يعود ، هرول الى حائطه القديم حيث تعود ان يسل حكاياته منه ، فلم يجد شيئا  ، فقط الرطوبة وقد التهمته بالكامل . الجدار انهار كما انهار جدار برلين ..

        (( صباح خلف العتابي ))

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

من بين الامي..علي اسماعيل الزراعي

خذني اليك... علي اسماعيل الزراعي