حكايات طائشة… للكاتب صباح خلف العتابي
حكايات طائشة
الحكاية رقم (١٩)
غاص بين الناس هذا الرجل ... في رحلة ٍأُريد منها الهروب والتيه ، الانفلات من أصطدام الافكار بجمجمته التي تحمل كل جحيم الارض .
هاهو يبدأ رحلة التسكع اليومية هذه ، ليس بحثا عن عمل ، يسد به لوعة وعوز عائلته ... بل بحثا عن عن كارثة .. او سقوط في ساعات الالم المجاني .. والانتحار القسري .
زوجته النفساء خلفها في البيت مشعة بفقر الدم .. واطفال بات اليأس تسليتهم .
— انت الوحيد الذي أُحب ..
اشار اليه والده - رحمه الله - يوما ، وانه ليتذكر كيف رقص ابوه يومها في الشارع مزهوا ، مفتخرا بأبنه .
— تخرج ولدي من الجامعة ..
— اعمى ، افتح عيناك ..
احس ببلل يسيل على وجهه .. وتناهت الى سمعه كلمات تتدفق كما النهر .. شتائم لاحصر لها .. وقبل ان يفيق من ذهوله ، شعر بأن رأسه يؤلمه .. وان ثمة دما دافئا يخر على وجهه ، وادرك بأنه نجى من الموت بأعجوبة .. وتمنى لو ان السيارة سوته بالاسفلت عظما ولحما ..
رجع الى رصيفه يبعثر الحصى بقدميه المتعبتين ، حيث تطايرت كأنها الجماجم التي خلفها في بيتهم .. ولو ان احدا من المارة استوفقه اللحظة لانفجر بالبكاء ، وتدفقت الانهزامية منه كالميزاب من ثقوب روحه فهو يحمل خزينا هائلا منها .. وبعدها ايقن بأنه يتجه سريعا ومباشرة نحو بيتهم محملا بالفشل الذريع في سد حاجة بطون جائعة ، ونفوس يائسة كما كل يوم .
(( صباح خلف العتابي ))
الحكاية رقم (١٩)
غاص بين الناس هذا الرجل ... في رحلة ٍأُريد منها الهروب والتيه ، الانفلات من أصطدام الافكار بجمجمته التي تحمل كل جحيم الارض .
هاهو يبدأ رحلة التسكع اليومية هذه ، ليس بحثا عن عمل ، يسد به لوعة وعوز عائلته ... بل بحثا عن عن كارثة .. او سقوط في ساعات الالم المجاني .. والانتحار القسري .
زوجته النفساء خلفها في البيت مشعة بفقر الدم .. واطفال بات اليأس تسليتهم .
— انت الوحيد الذي أُحب ..
اشار اليه والده - رحمه الله - يوما ، وانه ليتذكر كيف رقص ابوه يومها في الشارع مزهوا ، مفتخرا بأبنه .
— تخرج ولدي من الجامعة ..
— اعمى ، افتح عيناك ..
احس ببلل يسيل على وجهه .. وتناهت الى سمعه كلمات تتدفق كما النهر .. شتائم لاحصر لها .. وقبل ان يفيق من ذهوله ، شعر بأن رأسه يؤلمه .. وان ثمة دما دافئا يخر على وجهه ، وادرك بأنه نجى من الموت بأعجوبة .. وتمنى لو ان السيارة سوته بالاسفلت عظما ولحما ..
رجع الى رصيفه يبعثر الحصى بقدميه المتعبتين ، حيث تطايرت كأنها الجماجم التي خلفها في بيتهم .. ولو ان احدا من المارة استوفقه اللحظة لانفجر بالبكاء ، وتدفقت الانهزامية منه كالميزاب من ثقوب روحه فهو يحمل خزينا هائلا منها .. وبعدها ايقن بأنه يتجه سريعا ومباشرة نحو بيتهم محملا بالفشل الذريع في سد حاجة بطون جائعة ، ونفوس يائسة كما كل يوم .
(( صباح خلف العتابي ))
تعليقات
إرسال تعليق