لم يكن حب…. قصة للأديب زياد محمد

قصة  قصيرة .
بعنوان لم يكن حب ..
لكنها كلمات أقرب الى واقع الحياة ..
كانت حياته فارغة من كل إثارات الحياة ، كان إنسانا صادقا مع نفسه ، ومع الغير  بكل تعامله ، لايقبل الخديعة ولا إستغلال المحيطين به ، من قريب أو من بعيد . كان يحاول أن يكون إنسان مستقيم ، لأنه يعلم بأن هناك رقيب لا يخفى عليه خافية ،  يمضي يومه كبيقة الأيام  بكل هدوء ورزانة ، كانت أموره المادية متوسطة أو فوق ذلك ، شأت الأقدار أن تلفت إنتباهه فتاة ، جميلة جدا وعرف أنها على خلق , فعلم أنها كانت تلاحقه ، في البداية لم يعر لها أهمية ، لأنه كان هذا نهجه مع الكثيرات ممن حاولن إشغاله ، لكن إصرار تلك الفتاة وإلحاحها ، جعلته يذعن لرغبتها بالتفاعل معها ، فكان حديث مسترسل ولقائات يومية  ، فأعترفت له أنها تحبه ، لكنه حاول أن يتجنبها ،  فهو يعرف وضعه جيدا ، ويعرف أن قلبه النقي إن أحب ، إما سعادة أو إنهيار ، وكم وكم إرتعب من ذلك الإنهيار . فأبلغها بأنه لا يستطيع حبها ، فهي ميسورة وهو متوسط الحال ، وأن هناك فرق كبير بينهما ، لكنها كانت دائما تقول له الكلمة ، التي تقولها كل فتاة ميسورة عندما (( تحب ))  بأنه ليس مهم لديها موضوع المال ، وذلك الفرق لن يشكل عائقا بينهما ، وكم أكد عليها كلماته , لكنها كانت تقول .. إن الحب .. يلغي كل الفوارق ، حتى أقتنع ولبى نداء ذلك القلب ، وذلك الحلم الجميل الذي كان يراوده من صباه ، وذلك الأمل الذي تمناه ، ونسي كلمة الإنهيار ، لكن في أعماقه ، وجد ضالته التي كان يبحث عنها ، لقد كانت تلك الفتاة ، هي التي أحس بها بكل جوارحه ، ورأى حلم حياته أمامه ، يتجسد من حلم يرواد مخيلته الى واقع يعيشه ، إلا أنه كان دائما يسأل نفسه هل حقيقة مايعيشه ، أم إنه حلم يمكن أن يفيق منه ، وكم هزة وجفوة مر بها ذلك الحب ، وكم من فترات هجر عاش لحظاتها ، بأسباب واهية لكن ثقته وحبه الصادق ، كان يقف بالمرصاد لكل تلك الوساوس ، ومرت أشهر وسنين وكان الحب بين مد وجزر ، لقد كان كالبحر الجميل يحوي مد وجزر ،  لقد كان يخاف عليها من نفسه والمحيطين بها ، وحينما تتألم كان يحاول أن يطيب خاطرها ، بمزحة لأنه يحس بألمها ، ويحاول جاهدا أن يبعد عنها ذلك الشعور بالألم ، إلا أن تلك المزحة كانت تنقلب ضده ، فمزحاته كانت وبالا عليه ، وكم من مرة حاول الوصول اليها ليقترن بها ، ويرى حبه أمام عينيه ليعيش معه كأسرة ،  إلا إنها كانت دائما تمنى بالفشل لأسباب واهية . فهو لم يلتقي بها كونها تقيم في مدينة بعيدة ، وكم أراد الذهاب اليها لكي يجعل تلك اللحظات حقيقة ، وليست كلمات على صفحات الحياة فقط ، لكنها فاجئته بأنها ليست مقتنعة بنواياه تجاهها ، وأنه إنما يريد الوصول إليها ، ليكتمل بالنسبة له العبور الى الجنة ، فهو ليس بمستواها المادي ، وهو يريد أن يغير حاله من خلالها ، أي تغير حال فهو ليس بحاجة لمال ، سوى أنه بحاجة الى ذلك الحب ، الذي يعيش به مع الأنسانة التي وجد فيها حبه ، كم كانت صدمة شديدة ودهشة وذهول حينما سمع تلك الكلمات ، حاول جاهدا أن يستوعب ماسمع ، ويفند تلك المزاعم  المجحفة ، لكن هول الكلمة جعلته لا يصدق مايسمعه ، بل صعق ، لقد زلزلت الأرض من تحته ولم يعي ما يقول ، أو كيف يتصرف بعد كل تلك السنين ،  وذلك الحب الذي عاشه بكل جوارحه ، وبعد تأكيداته المسبقة عن الأمور المادية ، تأتي تلك الصدمة التي كادت ان تنهيه ، إنها الحياة وواقعها المزيف ، حيث لا وجود لما يسمى صدق ، في كل شيء ، وخصوصا مع الذين من الله عليهم ، أن يكونو أغنياء ، فلا وجود لما إسمه حب ، وبقي يصارع ذلك الألم الموجع ، الذي أحاط قلبه ، والشرود الذي لازم فكره ، إنه وقع شديد ومؤلم لأ بعد حدود ، هل يصدق مايجري ، أم أنه وهم حلم أفاق منه ، وكان الفراق والجفا ، وكأن شيئا لم يكن ، ورحلت تلك السنين ، وكأنها لم تكن في سجلات الحياة . لكنه تأكد إنها لم تحبه ، وأنه لم يكن حبا ، إنما هو تلاهي ، إنه واقع مؤلم يفرض احيانا ، فكم من فتاة وفتى يعيشه في حياتنا التي نعيشها ... وأن كل كلمات الحب تلك ، ليست إلا حروف تتناثر في الهواء . لتصبح لا وجود لها في العالم الحقيقي . وأن ذلك الحلم ، والذي أحببت ان اسميه حلم . لكي ينتبه كل انسان ، لمثل هذا الأمر ، ولا يرحل مع أحلامه بعيدا في حياتنا . الزائلة بلا شك ..
... بقلم زياد محمد ....  إنها تجربتي الاولى في عالم القصة القصيرة .. أرجوأن تنال رضاكم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

من بين الامي..علي اسماعيل الزراعي

خذني اليك... علي اسماعيل الزراعي