صباحيات كاتب.. للاديب حامد ابو عمرة

صباحيات كاتب
الذين يظنون بأن النعيم هناك ...!                                                                    بقلمي /حامد أبوعمرة                 

انتشرت في الآونة الأخيرة في بلادنا وبلاد العرب أوطاني ظاهرة أو طفرة جديدة وهي إقبال الكثير من الشباب على الانتحار مجرد أن يتجرع كأس ضيق الحياة فيشعر أن الدنيا قد اسودت بوجهه ولا ملجأ ولا خلاص سوى بأن يفني أولئك الشباب أعمارهم بأيديهم فيقتلون النفس التي حرم الله ويقنطون من رحمة الله ولو سألناهم لوجدنا منهم من يقول فات قطار العمر  ولم أستطع أن أكون حياتي، فلا أي بصيص أمل يمكن ان يلمع في الأجواء وسط أكوام البطالة المتفشية كالسرطان ووسط الوظائف التي لا ينال منها سوى ذوي المحسوبيات والرشاوي ..ومنهم من يقول اذا كنت لا اقدر على ان أرتبط بمن أحب فماذا تبقى إذا ..؟! ومنهم من يقول أنه قد حصل على شهادة الثانوية العامة وبعد مجهود شاق ، وبتقدير ممتاز ،ولكن لظروف عائلته المادية لم يتمكن من تحقيق طموحه وحلمه الذي ظل يراوده منذ الصغر ولذلك قد عكف على الوقوف بالشوارع والسهر في الليل والنوم طيلة النهار ومنهم من لم يستطع ان يساعد أهله في توفير الطعام والشراب والدواء ومنهم ...وبرأيي الشخصي ورغم تعاطفي مع اولئك الشباب إلا أني لا أبارك أبدا ما يصنعون وتحت اي ظرف اوحال من الأحوال عظم أوصغر شأنه لان كل مثل تلك الأمور لا تتعلق إلا بدنيا زائلة و لأنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون وقال تعالى وهو أصدق القائلين في محكم كتابه العزيز " ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون "لذا فلا شيء في دنيانا مهما كان يجعلنا نزهق النفس من أجل تحقيق رغبة الشيطان واتباع دروبه وأنها جريمة كبرى ومن الفتن الخطيرة لأنها جريمة توجب سخط الله والنار والعذاب الأليم فمساكين مثل تلك الثلة من البشر الذين يظنون انهم عندما يقتلون أنفسهم بأيديهم سيتنعمون بجنات تجري من تحتها الأنهار ، وأن رحلة عذابهم قد انتهت وأني بكل صراحة اقول أن الذين يقترفون مثل تلك الأعمال البشعة هم جبناء لا يعرفون الله وان لا محل من الإيمان في قلوبهم سوى اسمه ووالله لو رجعوا إلى الله لفتحت لهم كل الأبواب فليتهم يعلمون أن ومن يتق الله يجعل له مخرجا لكنهم اتبعوا سبل الشيطان ..ورغم أني لا يمكني أن أعفي اصحاب القرار من مسؤولياتهم والتي سيسألون عنها أمام الله يوم القيامة لأنهم هم من ضيقوا على عباد الله.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماللوطن... عبد الرزاق سعدة

من بين الامي..علي اسماعيل الزراعي

خذني اليك... علي اسماعيل الزراعي